المدير العام Admin
عدد المساهمات : 105 تاريخ التسجيل : 18/04/2012
| موضوع: العلم الشرعي الجمعة أبريل 20, 2012 7:56 pm | |
| *المقدمة... العلم الشرعي هو ميراث النبوة ، والعلماء ورثة الأنبياء، فبقدر حظ الإنسان من العلم الشرعي يكون حظه من ميراث النبي صلى الله عليه وسلم ، ولذلك كان طلب العلم من أفضل القربات، وأجلِّ الطاعات. *الموضوع... فضل العلم ومكانة العلماء : أولا ً : من كتاب الله : 1 ـ قال تعالى : { شهد الله أنه لا إله إلا هو والملائكة وأولو العلم قائما ً بالقسط } سورة آل عمران : ] 18 [ 2 ـ قال تعالى : { وقل رب زدني علما ً } [ سورة طه : 114 [ 3ـ قال تعالى : { إنما يخشى الله من عباده العلماء } [ سورة فاطر : 28 [ ثانيا ً: من السنة : 1 ـ في الصحيحين من حديث معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : « من يرد الله به خيرا ً يفقه في الدين » 2 ـ في السنن الأربعة إلا النسائي عن أبي الدرداء رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : « من سلك طريقا ً يلتمس فيه علما ً سهل الله له طريقا ً إلى الجنة ، وإن الملائكة لتضع أجنحتها لطالب العلم رضا ً بما يصنع ، وإن العالم ليستغفر له من في السماوات ومن في الأرض حتى الحيتان في الماء ، وفضل العالم على العابد كفضل القمر على سائر الكواكب ، وإن العلماء ورثة الأنبياء ، إن الأنبياء لم يورثوا دينارا ً ولا درهما ً إنما ورثوا العلم ، فمن أخذه أخذ بحظ وافر » آداب طالب العلم: * إخلاص النية لله تعالى: عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من تعلّم علماً مما يبتغَى به وجه الله عز وجل لا يتعلمه إلا ليصيب به عرضاً من الدنيا لم يجد عرف الجنة يوم القيامة)) يعني ريحها[1[ قال الإمام أحمد: "العلم لا يعدله شيء لمن صحّت نيته"، قالوا: كيف ذلك؟ قال: "ينوي رفع الجهلَ عن نفسه وعن غيره"[2[ *العمل بالعلم ودوام المراقبة والخشية: قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه: (هتف العلم بالعمل، فإن أجابه وإلا ارتحل)[1[ وقال الشافعي: "ليس العلم ما حفِظ، العلم ما نفع"[2[ وقال بعض السلف: "يا حملة العلم، اعملوا فإنما العالم من عمل بما علم، ووافق علمه عمله، وسيكون أقوام يحملون العلم لا يجاوز تراقيَهم، يخالف عملهم علمهم، ويخالف سريرتهم علانيتهم، يجلسون حِلقاً يباهي بعضهم بعضاً، حتى إنّ الرجل ليغضب على جليسه أن يجلس إلى غيره ويدَعَه، أولئك لا يصعد أعمالهم في مجالسهم تلك إلى الله تعالى"[3[
*صيانة العلم: وذلك بأن لا يتّخذه سلما يتوصل به إلى أغراض دنيوية وأطماع أرضية من جاه أو مال أو سمعة أو شهرة أو خِدمة أو تقدم على الأقران. قال الشافعي: "ودِدت أن الخلقَ تعلموا هذا العلم على أن لا ينسب إليّ حرف منه"[1[ *القيام بشعائر الإسلام وظواهر الأحكام: ومن ذلك المحافظة على الصلاة في مساجد الجماعات، وإفشاء السلام للخواص والعوام، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وإظهار السنن، وإخماد البدع، وغير ذلك من الأحكام الظاهرة ليحصل التأسّي به، وليصون عرضه عن الوقيعة والظنون المكروهة. *التواضع والسكينة ونبذ الخيلاء والكبر: قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: (تعلّموا العلم، وتعلّموا له السكينةَ والوقار، وتواضعوا لمن تعلّمون، وليتواضع لكم من تعلِّمون، ولا تكونوا جبابرة العلماء، ولا يقوم علمكم مع جهلكم)[1 [ وكتب الإمام مالك إلى الرشيد: "إذا علمت علماً فليُرَ عليك أثره وسكينته وسمته ووقاره وحلمه"[2 [ *القناعة والزهادة: قال ابن جماعة الكناني: "أقلّ درجات العالم أن يستقذر التعلق بالدنيا؛ لأنه أعلم الناس بخستها وفتنتها وسرعة زوالها وكثرة تعبها ونصبها، فهو أحقّ بعدم الالتفات إليها والاشتغال بهمومها"[1]وقال الشيخ محمد الأمين الشنقيطي: "لقد جئت من بلاد شنقيط ومعي كنز قلّ أن يوجد عند أحد، وهو القناعة، ولو أردت المناصب لعرفت الطريق إليها، ولكني لا أوثر الدنيا على الآخرة، ولا أبذل العلم لنيل المآرب الدنيوية"[2[ *التحلّي بمكارم الأخلاق وجميل الخصال والخلال: قال ابن سيرين: "كانوا يتعلمون الهدي كما يتعلمون العلم"[1 [ وعن إبراهيم بن حبيب بن الشهيد قال: قال لي أبي: "يا بني، ائت الفقهاء والعلماء، وتعلّم منهم، وخذ من أدبهم وأخلاقهم وهديهم، فإنّ ذاك أحبّ إليّ لك من كثير من الحديث"[18[ *تطهير الباطن والظاهر من الأخلاق الرديئة: فمن ذلك الغلّ والحسد والبغي والغضب لغير الله تعالى والغش والكبر والرياء والعجب والسمعة والشهرة والبخل والشحّ والبطر والطمع والفخر والخيلاء والمداهنة والتزين للناس وحب المدح والثناء والعمى عن عيوب النفس والاشتغال عنها بعيوب الخلق والغيبة والنميمة والبهتان والكذب والفحش في القول واحتقار الناس. قال ابن جماعة: "فالحذر الحذر من هذه الصفات الخبيثة والأخلاق الرذيلة؛ فإنها باب كل شر، بل هي الشر كله، وقد بلي بعض أصحاب النفوس الخبيثة من فقهاء الزمان بكثير من هذه الصفات إلا من عصم الله تعالى، ولا سيما الحسد والعجب والرياء واحتقار الناس، وأدوية هذه البلية مستوفاة في كتب الرقائق، فمن أراد تطهير نفسه منها فعليه بتلك الكتب"[1[ *التفرغ والمحافظة على الأوقات: وذلك بأن لا يضيع شيئاً من أوقات عمره في غير ما هو بصدده من العلم والعمل إلا بقدر الضرورة، وقد كان بعضهم لا يترك الاشتغالَ بالعلم لعروض مرض خفيف أو ألم لطيف، بل كان يستشفي بالعلم، ويشتغل به بقدر الإمكان. قال الشافعي: "لو كلفت شراءَ بصلة لما فهمت مسألة"[1[ وقال بعضهم: "لا يَنال هذا العلم إلا من عطّل دكّانه، وخرّب بستانه، وهجر إخوانَه، ومات أقرب أهله فلم يشهد جنازته"[2 [ *احترام العلماء من غير تقديس، واتباعهم من غير تقليد: قال الشيخ ابن عثيمين: "إن على طلبة العلم احترام العلماء وتقديرهم، وأن تتسع صدورهم لما يحصل من اختلاف بين العلماء وغيرهم، وأن يقابلوا هذا بالاعتذار عمن سلك سبيلاً خطأ في اعتقادهم، وهذه نقطة مهمة جداً، لأن بعض الناس يتتبع أخطاء الآخرين، ليتخذ منها ما ليس لائقاً في حقهم، ويشوّش على الناس سمعتهم، وهذا من أكبر الأخطاء، وإذا كان اغتياب العامّي من الناس من كبائر الذنوب، فإن اغتياب العالم أكبر وأكبر، لأن اغتياب العالم لا يقتصر ضرره على العالم بل عليه وعلى ما يحمله من العلم الشرعي"[1[ *رحابة الصدر في مسائل الخلاف: قال ابن عثيمين في معرض بيان آداب طالب العلم: "أن يكون صدره رحباً في مواطن الخلاف الذي مصدره الاجتهاد؛ لأن مسائل الخلاف بين العلماء إما أن تكون مما لا مجال للاجتهاد فيه، ويكون الأمر فيها واضحاً، فهذه لا يعذَر أحد بمخالفتها، وإما أن تكون مما للاجتهاد فيها مجال، فهذه يعذر فيها من خالفها"[32[ كيفية طلب العلم : 1 ـ البدء بكتاب الله . 2 ـ تقديم فروض الأعيان على غيرها . مراحل مقترحة في طلب العلم : 1ـ حفظ كتاب الله 2ـ في العقيدة :الأصول الثلاثة ثم كشف الشبهات ثم كتاب التوحيد ثم العقيدة الواسطية ثم الحموية ثم التدمرية ثم شرح الطحاوية . 3ـ في الفقه : العمدة ثم المقنع ثم الكافي ثم المغني 4ـ في أصول الفقه : الأصول من علم الأصول ثم روضة الناظر 5ـ في التفسير : القــواعد الحسان ثم تيسير الكـريم الرحمـن ثم تفسيـر القــرآن العظيم ثم تفسير القرطبي 6ـ في الحديث : الأربعين النووية ثم عمدة الأحكام ثم الكتب الستة 7ـ في مصطلح الحديث : البيقونية ثم نخبة الفكر ثم الباعث الحثيث 8ـ في النحو : الآجرومية ثم ملحة الأعـراب ثم قطـر النـدى ثـم ألفية ابن مالك بشـرح ابن عقيل. 9ـ في السيرة والتاريخ : الفصـول لابن كثـيـر ثـم الـرحيـق المختـوم ثم زاد المعـاد ثم التاريخ للطبري. آداب طالب العلم مع الله تعالى: -1أن يكون مخلصاً لله تعالى في طلب العلم، فلا يطلبه لِمِرَاءٍ أَوْ رِيَاءٍ . -2أن يقف عند حدود الله ولا يتعداها . -3أن يغار على حرمات الله ويدافع عنها آمراً بالمعروف ناهباً عن المنكر .
آداب طالب العلم مع العلماء: -1أن يوقرهم ويجلهم ويدعو لهم بالرحمة والمغفرة. -2أن يظهر محاسنهم، ويغض عن مساوئهم. -3 أن يحسن الظن بهم، ولا يطعن فيهم لاجتهاد اجتهدوا يبتغون به أجر الله تعالى آداب طالب العلم مع زملائه: -1أن يتواضع لهم، ولا يتكبر عليهم . -2أن يتعاون معهم بأن يفيدهم بما تعلم، ولا يتكبر عن التعلم منهم 3 -أن يحب لهم من الخير والعلم ما يحب لنفسه ويرغبهم في التحصيل ، ويساعدهم فيه. -4 أن لا يكثر المزاح معهم، أو يسخر بأحد منهم, أو يحسد واحداً منهم. *الخاتمة: وأخيراً .فان تقوى الله رأس كل فضيلة ولا يكون طلب العلم إلا بتوفره كشرط أساسي ولذا لا بد لطالب العلم من أن يتوفر فيه ثلاثة شروط: (1 الإخلاص 2) العزيمة الصادقة (3الهمة العالية *المصادر و المراجع • موقع: http://www.study4uae.com/vb/study4uae128/article44978/ • المؤلف:الإمام أبي زكريا / كتاب: رياض الصالحين / مكتبة الصفا القاهرة للنشر / {631/676ه}/ الطبعة الثانية. | |
|